لا تغادر قبل أن تصنع مجداً

أبوالقاسم الشابي شاعر النهضة العربية
ذهبت مع صديقي أحمد للتعزية في وفاة صديق لنا من أيام الدراسة،وحين وصلنا إلى هناك وجدنا بيت العزاء مزدحماً بالمعزين،جاؤا من كل حدب صوب،فصديقنا توفاه الله في الثانية والأربعين من عمره،سمعنا كلمات العزاء المعتادة،عظم الله أجركم،وكان الله في عونكم،وعوض الله صبركم خيراً،جلست بجانب صديقي أحمد وسرحت بخيالي بعيداً أفكر. ترك الفقيد ولدين وزوجة وبعض المال،
وكان جل تفكير المعزين فيما ترك الفقيد من مال وعيال أو عقار،وطفقت أفكر في أسلافنا العرب الذين عاشوا أقل من ذلك العمر وسطروا أمجاداً تليدة،فأسامة بن زيد قاد الجيش الإسلامي وفيه خيرة الصحابة وهو في التاسعة عشر من عمره،والقائد محمد الفاتح فتح القسطنطينية عام 1453م وعمره 24 عاماً ومات وعمره 53 عاماً.
وقد قرأت سير الكثيرين من المحدثين الذين أبدعوا في شبابهم وماتوا بعدما حفروا بصماتهم في ذاكرة التاريخ، وقد أعجبتني سيرة الشاعرالعربي الرائع أبو القاسم الشابي،والذي ولد عام 1909م وتوفي عام 1934م،أي أنه لم يعش سوى 25 عاماً،ولكن العالم كله سمع بأشعاره الوطنية،وأصبح جزأ من قصيدته المشهورة (إرادة الحياة) في النشيد الوطني التونسي، والتي كانوا يدرسوننا إياها في المدرسة،وما زلت أذكر هذه الأبيات :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ***** فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ***** ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ***** تبخر في جوها وإندثر
فويل لمن لم تشقه الحياة ***** من صفعة العدم المنتصر
كذلك قالت لي الكائنات ***** وحدثني روحها المستتر
ما أروع هذه الأبيات وما أعظم هذه الروح الشبابية المتحمسة،فلا عجب إذن أن أصبحت كلماته الملهمة تتردد هنا وهناك،حتى إنتشرت كالنار في الهشيم،وأصبح شباب الربيع العربي يرددها في كل مكان، لله درك أبا القاسم عشت شاباً و مت شابا،وألهمت كلماتك كل الشباب في كل مكان.
كانت الحماسة قد تمكنت مني وخامرني شعور قوي بأن أقف من مكاني وأخطب في هؤلاء الناس الذين لا أعرفهم،لأحثهم على عمارة الحياة وعلى ألا يغادروا الحياة قبل أن يصنعوا مجداً،أو يربوا ولداً صالحاً يدعوا لهم،أو يتركوا علماً نافعاً ينتفع به،أو لعلهم يتركوا كتاباً يروي تجاربهم في الحياة تكون عبرة ودرساً لمن يأتي بعدهم.
إلا أنني ترددت في اللحظات الأخيرة،وشعرت أن الجو غير مناسب لأي خطب من أي نوع،وبينما أنا في حيرتي تلك، إذ قام صديقي أحمد لكي يغادر وخاطبني قائلاً : يا عزيزي قد حان وقت المغادرة، توقف حبل أفكاري وإنقطع،و رمقته بنظرة جادة ثم إنتفضت من مكاني واقفاً وقلت له : يا صديقي لا تغادر قبل أن تصنع مجداً…..
وأنت عزيزي القارئ ما رأيك؟! هل تريد أن تغادر قبل أن تصنع مجداً ؟!!!
ملاحظة:يمكن قراءة سيرة حياة الشابي على ويكيبديا من هنا
التصنيف: عام ومتنوع, مهارات النجاح
طباعة: اضغط هنا للطباعة
المعنى عميق للغاية ويحتاج وقفة للتفكير والتأمل…..
شكراً بلال
لِنصنع مجدًا ، أو كما قال الدكتور عائض القرني سطّر تأريخك بنفسك ….
منْ أروع العبارات المُشعِلة لِلهيبْ الإرادة ، طرحٌ موفق .
تحياتي
بجد أشكرك عالموضوع الرائع جداً .
وعندنا في عاداتنا المصريين عادات كثيرة جداً لا تنفع اطلاقاً سوي ضياع الوقت والحياة أيضاً من بين أيدينا، والأسئلة اللي حضرتك سألتها نحن نسألها كل يوم، لأن فيه أشياء كثيرة بجد أنا شايف إن ملهاش أي فائدة.
وعلي فكرة أنا بكتب مذكرات يومية عني وأنا بستفاد منها كثيراً.
شكراً
الصديق أحمد جاد
إستمر بالكتابة اليومية فهذه العادة فقط صنعت عمالقة،أذكر أنني قرأت أن برناردشو حين سئل عن سر شهرته،أجاب : (أنني وضعت لنفسي عادة أن أكتب في مذكراتي 5 صفحات يومياً)
شكراً لتعليقك المميز.
مقال رائع جداً….
شكراً جزيلاً
جزاك الله خيراً على هذه التذكره…
كنت في حاجة لها الآن ،لأني أشعر ببعض الفتور
لكن مثل هذه الكلمات تجعلني أنفض عني الفتور
تحياتي
مقال رائع ومدونة تحفة .
نتمى لكم المزيد من النجاحز
تحياتي.
السلام عليكم لقد كتبت تعليقاً ؟ ولم ينشر؟ …
تحياتي
مشكوووور وما قصرت والله يعطيك العافيه…
تقبل مروري.
ما قلته صحيح تماماً تماماً…
فأنا دائماً أقول لا يجب أن نموت على شكل أرقام بل علينا أن نموت على شكل أسماء…
فأن يتم ذكرك في إحصائية لعدد المتوفين اليوم شيئ مخزي، عوضاً أن يكون خبر موتك قنبلة مدوية يعلم صوتها العالم كله.
لا يجب أن نكون مستهبلين أغبياء بل يجب أن نتفكر في الكون، و في الأشياء حتى نستطيع تغيير شيئ ما و نرسم أسمائنا في حجر التاريخ.
قد يقول البعض أن هذا أمر مجرد حظ ،لكنني أقول أنه لو لم يطارد الأسد الفريسة لما أكل و سيموت حتماً، لا يمكن أن نقول أن الفريسة ستأتي إليه عن طريق الحظ…
يجب على أي شخص السعي لتغيير أمر قد أزعجه لسنين لأنه بالتأكيد سيكون قد أزعج الملايين…
أستاذي الفاضل
معك حق في كل كلمة تقولها…
شكراً لك على تشجيعك لنا للحياة والعمل والعلم وكل شيء فيها حلو حضرتك.
تحياتي
وظيفتي مديرة جديدة في قطاع أهلي تعليمي، ولكن تواجد المالكة وبعض التصرفات منها تثير القلق، وأحاول أن أكون هادئة ولكن هذا الشى أتعبني …
أرجو أن ترشدني ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معها؟ لأنها بأسلوبها تقطع التواصل لدي…
ولكم جزيل الشكر أنا في انتظار الرد اذا سمحت…
عزيزتي القارئة فدوى عبد العزيز
هذا أمر طبيعي،فكل صاحب عمل عندما يوظف مدير جديد يشعر بأن هذا الجديد يحتاج توجيه وإشراف منه حتى يلم بأمور العمل الجديد وقوانينه،إليك بعض الأفكار التي قد تساعدك:
عليك أولاً أن تكسبي ثقتها فيك، وتعززي هذه الثقة بإعطاء أفكارجديدة فعالة يمكن أن تفيد المؤسسة التي تعملين بها.
حاولي الإستماع إلى الموظفين للإطلاع على سلبيات المدير السابق،لتلافيها في المستقبل.
إجعليها تثق في أنك الشخص المناسب في المكان المناسب .
إعملي بجد وجهد لتكسبي أيضاً ثقة الموظفين فيكي، ومع مرور الوقت سوف تشعر صاحبة العمل بأنك جديرة بمكانك وأخيراً سوف تترك الأمور لإدارتك .
جربي هذه الأفكار ثم أطلعينا على تجربتك فيما بعد.
بارك الله في خطواتك وبالتوفيق.